ملاح وجغرافي عربي, ولد في عقد الثلاثينات من القرن الخامس عشر, يتمتع بأشهر اسم في تاريخ الملاحة العربية وخاصة لارتباط اسمه بعملية اطلاع الفرنجة البرتغاليين على الطرق البرية التي كان يسلكها التجار العرب, الأمر الذي كان وبالا على العرب وعرضهم لقرصنة البرتغاليين وعدوانهم, وكان رد الفعل عليه ما بين الاشفاق على ابن ماجد كمكره على ما فعل ,  وبين اللعنة لما اعتبر خيانة, كان يلقب نفسه: بناظم القبلتين, وحاج الحرمين , وأسد  البحار, والمعلم العربي, ورابع الثلاثة , وغير ذلك.

كان مولده في بلدة جلفار على الساحل العماني من بلاد العرب لأب ملاح كبير (معلم ) كما كان جده ملاحا ومعلما أيضا, وكان لابن ماجد علاقة خاصة بالفرس, وكان والده يلقب بربان البرين (البر الشرقي والبر الغربي من البحر الأحمر).

له مؤلفات هامة جدا معظمها منظومة شعرا, وأحد مؤلفاته كتاب نثري عنوانه: (كتاب الفوايد في أصول علم البحر والقواعد) مكون من شقين نظري وعملي في الشؤون الملاحية والفكلية والجغرافية , وهو مقسم إلى اثني عشر قسما  سماها مؤلفها ( فوائد) وتناول الكتاب نشأة الملاحة والإبرة الممغنطة (البوصلة) والمشكلات البحرية وردة الرياح أو الأخنان  وكتب عن: (أقسام الدائرة الاثنان والثلاثون بدلا من ثلاثمائة وستين درجة) المبينة على رصد نجم الجاه (النجم القطبي في الدب الأصغر) والنجوم الدالة على النجم القطبي ( وهي ذاته المعتمد عليها حاليا لذات الأغراض الملاحية) والطرق البحرية.

ابتكر ابن ماجد كما يقول بنفسه: عددا من الأساليب الملاحية لعل أهمها تقسيمه لحط الإستواء ولخط الزوال إلى أصابع تبلغ مئتين وأربعة وعشرين (بدلا من 360 درجة حسب النظام الستيني الذي عمل به بطليموس) بحيث أن كل خن (بيت أو منزلة ) من وردة الرياض يقابله سبعة أصابع وكل منزلة من منازل القمر يقابلها ثمانية أصابع (الإصبع يساوي درجة و37 دجقيق , أو ما يعادل 97 ميلا بحريا تقريبا) وفي الأقسام الأخرى من كتاب الفوايد يتحدث ابن ماجد عن الجوانب العملية مثل علامات الاقتراب من السواحل (اليابسة ) وقيادة وتوجيه السفن ووصف سواحل الجزيرة العربية ومدغشقر وزنجبار وجزيرة القمر, وسومطرة وجاوة ومسالك البحر الأحمر.

ويبلغ عدد آثار ابن ماجد أكثر من أربعين عملا مكتوبا , معظمها منظوم على الأسلوب التذكيري القديم (سبق لوالده أن نظم أكثر من ألف بيت فيما يعرف ب: (الأرجوزة الحجازية ) ضمنها تجاربه وارشاداته الملاحية, ومخطوطات ابن ماجد جيدة إجمالا و, منها واحدة محفوظة في دمشق ومن أهم أزاجي ابن ماجد واحدة عنوانها: (حاوية الاختصار في علم البحار) وأراجيزه الأخرى تصف طرق بحرية تطول وتقصر بحسب المسافة بين ميناء الانطلاق وميناء الرسو , وتدل مادة مؤلفات ابن ماجد على اطلاع واسع في الجغرافيا والفلك والملاحة من مصادر عربية وفارسية وهندية, ويعود الفضل له في أنه أول من كتب في موضوع المرشدات البحرية الحديثة وقد دخل اسمه الدوائر العلمية الأوربية واسم خلفه المهري, ربما من خلال البرتغاليين ومن خلال مؤلفات : التركي سيدي علي ريس.