المالك المنفذ
أصداء إنجازاتنا
المحكمون
منجم الأفكار
المعرض
الأسئلة الشائعة
علماء ومخترعون
عدة المخترع
نادي المخترعون
Donec ullamcorper nulla non metus auctor fringilla.
فلكي وجغرافي ومؤرخ وأمير أيوبي ولد في دمشق حيث كان والده أمير حماة قد التجأ خلال غزوات المغول والحروب الصليبية , وينتسب أبو الفدا إلى الأسرة الأيوبية التي منها صلاح الدين, فتلقى تعليمه وتدريبه العسكري في دمشق وشارك في الحملات العسكرية التي قام بها والده بما فيها الحملة التي حررت قلعة المرقب (الساحل السوري وفي موقع مرتفع مشرف) وكانت مشاركة أبو الفدا هذه ضد الصليبيين وهو لم يتجاوز اثني عشر عاما , وبعد ذلك بأربع سنوات شارك في إخراج الصليبيين من مدينة طرابلس لبنان , ثم خلف أبو الفدا والده أميرا على مدينة حماه ولذلك يلقب بصاحب حماه كما يلقب بالملك المؤيد, واشتهر بالإضافة إلى ثقافته بأنه كان من أبرز رعاة العلوم والآداب والفنون وتميزت شخصيته بعدة كفاءات علمية وأدبية وسياسية وقتالية وشاعرية يتجلى فيها حدة الذكاء, زار أبو الفدا مصر عدة مرات كما زار الديار الحجازية حاجا , وزار فلسطين متبركا وتجول في شرق آسيا الصغرى.
بالرغم من أن أبا الفدا كان من العلماء البارزين في عصره في علوم الفلك والطب والنبات, فإن شهرته في التأليف جاءت من مصنفاته الجغرافية والفلكية والتاريخية مع أنه كان في الجغرافيا ناقلا جيدا وأضاف إليها من معلوماته عن بعض البلاد غير الإسلامية وكان مؤلفا ماهرا, ومن أبرز مؤلفاته كتاب: (تقويم البلدان) الذي أتمه عام 1321م, واستمر في تنقيحه بقية حياته , ويقع الكتاب في جزئين ومعظمه جغرافيا وصفية , وبنى فيه تقسيم البلدان على أساس المناطق الجغرافية وليس الأقاليم الفلكية (الجغرافيا الرياضية) التي لم يهملها في كتابه, ويتسم الكتاب بغزارة المادة الجغرافية , وتوفر الرسوم التوضيحية وهو أول من اتبع نظام الجداول في علم الجغرافيا متأثرا بأسلوب الطبيب ابن جزلة, وقد أشار أبو الفدا إلى مصادر مواده بدقة : كالإصطخري وابن حولق والإدريسي , وياقوت الحموي, والبيروني, وابن سعيد , وغيرهم, وقد تناول العلامة التركي : سباهي زاجة, كتاب أبي الفدا (تقويم البلدان) بإعادة الصياغة وأعطاه عنوان: (أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك) وترجم مقتطفات من هذا الكتاب إلى التركية , واشتهر كتاب أبي الفدا في أوروبا كشهرة قصة ألف ليلة وليلة, وقد تناوله كثير من المستشرقين بالدراسة خاصة المهتمون بالمؤلفات العربية (المستعربين) ولقي هذا الكتاب رواجا مماثلا لدى الأتراك والإيرانيين, وقد قلد الجغرافي التركي محمد عاشق, كتاب أبي الفدا وأعطاه عنوان: (مناظر العالم ) كما يقول الدارس الألماني (تيشنر) الذي ظهر في القرن التاسع عشر والعشرين , ولأبي الفدا مصنف تاريخي بعنوان: (المختصر في أخبار البشر).