المالك المنفذ
أصداء إنجازاتنا
المحكمون
منجم الأفكار
المعرض
الأسئلة الشائعة
علماء ومخترعون
عدة المخترع
نادي المخترعون
Donec ullamcorper nulla non metus auctor fringilla.
هو أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم ولد في البصرة عام 354هجرية ونشأ وتعلم فيها وعمل كاتبا هناك, وزار بغداد عدة مرات للتعرف على علمائها, ولقد بدأ حياته العلمية في الفترة الذهبية للحضارة الإسلامية, عندما اكتمل نقل كتب الفلسفة والهندسة والرياضيات والطب وغيرها من اللغة اليونانية إلى العربية, وبدأت فترة الإنتاج والإبداع . توفي ابن الهيثم في مصر عام 430 هجرية حيث ذهب إليها وعاش فيها في عهد الخليفة الفاطمي (الحاكم) وحصل على تقدير كبير في بلاطه.
ويروى عن الحسن ابن الهيثم أنه قال: لو كنت في مصر لعملت في نيلها عملا يعود بالنفع الكثير على سكانها والعالم أجمع, وذلك بالسيطرة على فيضان مياه النيل, فوصل هذا الكلام إلى الحاكم بأمر الله الفاطمي, الذي تولى الحكم في مصر عام 381 هـ فطلب ابن الهيثم وقدم له كل تكريم, وعهد إليه بتنفيذ ماكان يقول, فأجرى ابن الهيثم اللازم لدراسة مجرى النيل حتى وصل إلى أسوان فوجد أن المصريين قد قاموا بإنشاءات كبيرة هناك, لم يتسع المجال لإضافة شيء ما إليها في ظل الإمكانيات التي كانت متوفرة آنذاك, فاعتذر للحاكم عن خطئه, وقبل الحاكم عذره مع استمرار اهتمامه به, بيد أن ابن الهيثم خشي أن يغير الحاكم رأيه حيث كان معروفا بالتقلب وسفك الدماء, فعمد ابن الهيثم إلى الاختفاء في مكان بعيد عن الأنظار, وفي هذه الفترة , ظل ابن الهيثم يؤلف في مخبئه حتى أن الكثير من علماء العلوم يعتقدون أن هذه الفترة كانت أكثر إنتاجا من فترات حياته الأخرى.
ويعد ابن الهيثم بحق من أعظم علماء المسلمين في جميع فروع المعرفة خاصة في الفيزياء, ومن أعظم الباحثين في علم الضوء في جميع العصور, كما أن له مؤلفات كثيرة في الطب والفلسفة والمنطق, وقد نال شهرة عظيمة بفضل كتابه( لمناظر) الذي يحتوي على اكتشافات كثيرة في الفيزياء, وعلى دراسات عميقة في حقلي انعكاس الأشعة وانكسارها وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللاتينية, حيث ظل المرجع الوحيد في هذا العلم حتى القرن الحادي عشر الهجري, في جميع أنحاء العالم وخاصة أوروبا.
قيل عنه: كان ابن الهيثم ذو ذكاء خارق للعادة لم يماثله أحد من أهل زمانه, لخص وعلق على كتب أرسطو طاليس وجالينوس, وكان ملما بأصول مهنة الطب وقوانينها, ولكنه لم يمارسها. , ولقد شهد ابن الهيثم عصرا صاخبا بجلبة الحركة الفكرية المتقدمة مزدهرا بشتى الآراء في أمور الاعتقادات والمذاهب الشرعية , لا في أمور اللغة والأدب فحسب, بل في الأمور الفلسفية والعقلية والعلوم التعليمية أيضا ,فقضى في صبر ومثابرة مرحلة طويلة من حياته كانت بغيته الإلمام بنواحي النشاط الفكري السائد في ذلك العصر, وأخذ يدرس كل ما وقعت عليه يداه مما كان متوافرا من كتب المتقدمين.
قام العرب بتطبيق الهندسة على المنطق فألف ابن الهيثم كتابا في ذلك , جمع فيه الأصول الهندسية والعددية من كتاب إقليدس وأبو لونيوس, ونوعت فيه الاصول وقسمت, وبرهن علهيهابراهين نظمت من الأمور التعليمية والحسية والمنطقية , حتى انتظم ذلك مع انتقاض تأليف إقليدس وأبولونيوس, كما وضع ابن الهيثم كتابا طابق فيه, بين الأبنية والحفور على الأشكال الهندسية, كما أن ابن الهيثم درس انتاج علماء اليونان في حقلي الهندسة والفلك وعلق على الكثير منه, وكان ابن الهيثم عالما طبيعيا رياضيا وقدر له أن يكون منشئ علم الضوء بغير منازع, إذ ميزت دراساته دقة أوصافه للعين وإدراك الرؤية وتفسير ظاهرة الإنكسار الجوي, والرؤية المزدوجة.
كان انتاج ابن الهيثم معروفا تماما لدى أوروبا, وخاصة فيما بين القرنين السادس والسابع الهجريين, وكانت إيطاليا أول بلد استفاد منها, كذلك نهل من ابتكارات ابن الهيثم علماء كثيرون وفي مقدمتهم العالم المشهور : كبلر
قيل عنه: إن مؤلفات ابن الهثم لها طابع رياضي خاص, ولا سيما في علم الهندسة وهو بدون شك أول من شرح حدوث ظواهر : قوس قزح والخسوف والكسوف , وكتب في علم الظل والعدسات المقعرة والمحدبة, كما قام باكتشافات عديدة مثل : اكتشافه لطريقة التوسط والتي تعرف باسم : طريقة التناسب, وهي طريقة تمتاز بسهولتها لإيجاد الجذر الحقيقي التقريبي.
إن ابن الهيثم لم يترك علما من العلوم إلا وكتب فيه, وأشهرها علم الهندسة وعلم الفلك وعلم الجبر وفن المزاول (الساعات الشمسية) ونال الشهرة العظيمة في علم البصريات.
نهج ابن الهيثم المنهج العلمي الصحيح وساعد على ذلك معرفته الفائقة بعلم الرياضيات مما مكنه من تنظيم بحث, علم الفلسفة الذي مكنه من حسن تحليل الأمور, ويعتبر المنهج العلمي الذي سلكه ابن الهيثم في بحوثه وكشوفه في الضوء والبصريات هو ذات المنهج الذي يعده علماء الغرب من مبتكرات العصر الحديث, وحقيق الأمر أن صاحب هذا المنهج هوابن الهيثم لأنه بنى منهجه العلمي على استخراج القانون العالم من مفردات الوقائع, وهذا ما يسمى الآن بالاستقراء والقياس والاستنباط, ومن الأمور التي مكنت ابن الهيثم من ابتكار واتباع المنهج العلمي التجريبي كونه رياضيا وفيلسوفا فالرياضيات ساعدته على تحليل أبحاثه وبرهنتها, وأما الفلسفة فقد ساعدته على التعمق في الأمور وفي حسن التبويب, وجدير بالذكر أن بحوث وكشوف ابن الهثيم قد أغنت اللغة العربية بالمفردات والمصطلحات العلمية التي لا تزال تستعمل في العلوم العصرية, كما أنها دخلت لغات أجنبية كثيرة, كما أن ابن الهيثم اخترع ما اسماه: البيت المظلم ذو الثقب, الذي تطور فيما بعد إلى الكاميرا.
كتب ابن الهيثم مجموعة كبيرة من الكتب والرسائل, وتربو مؤلفاته على 200 مصنف كان أشهرها كتاب المناظر الذي أشرنا إليه, ولقد اتبع في أبحاثه وكتبه الطريقة العلمية وتلمس خصائص البحث العلمي الحديث في جميع أعماله, ومن الثابت أن كتاب المناظر لابن الهيثم أكثر الكتب استيفاء لبحوث الضوء, لا يقل مادة وتبويبا عن الكتب الحديثة إن لم يفقها في موضوعات انكسار الضوء وتشريح العين وكيفية تكوين الصور على شبكة العين لدرسها, ويعد من أروع ما كتب في القرون الوسطى, فقد أحدث انقلابا في علم البصريات وجعل منه علما مستقلا له أصوله وأسسه وقواننيه, سار فيه حسب الأنظمة العلمية التي تقوم على المشاهدة والتجربة والاستنباط, ولقد نهل علماء أورروبا منه الكثير وكل ما عرفوه عن الضوء كان بدءا بابن الهيثم, بحث في طريقة تكبير العدسات وما كتبه في هذا الصدد مهد السبيل لاستعمال العدسات في إصلاح عيوب العين, وكذلك كتب في ظاهرة الانعكاس والانعطاف, وعمل في الرياضيات والفلسفة.