المالك المنفذ
أصداء إنجازاتنا
المحكمون
منجم الأفكار
المعرض
الأسئلة الشائعة
علماء ومخترعون
عدة المخترع
نادي المخترعون
Donec ullamcorper nulla non metus auctor fringilla.
هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن التيمي البكري المعروف باسم الإمام فخر الدين الرازي (مختلف عن أبو بكر الرازي) ولد في الري سنة 544هـ وتوفي في هرة سنة 606 هـ وعاش فخر الدين الرازي الملقب بابن خطيب فقيرا معدما , إلا أن نبوغه في العلم قد جعله من الشخصيات المرموقة عند قادة عصره, وكان والده من أئمة الإسلام فلازمة الابن وتتلمذ عل يديه حتى برز في معظم فروع المعرفة , ومن ثم نجده من علماء المسلمين الذين عرفت عنهم الفصاحة وإجادة اللغات المختلفة إلى جانب العربية والفارسية وقد كتب الرازي معظم انتاجه العلمي بهاتين اللغتين ويعد الرازي علامة عصره دون منازع, وكان رحمه الله من العلماء الذين يحبون التنقل بين الاقطار للمقابلة وللتعرف على كبار االعلماء , قضى الإمام الزاي, جل وقته في تفسيرالقرآن الكريم, ومع ذلك فإنه لم يترك العلوم الأخرى , حيث أدلى بدلوه في مجالي العلوم البحتة والتطبيقية ولقد كانت اسهاماته في العلوم الطبيعية بارزة وعلى المستوى المتوقع من أي متخصص في هذا الفرع, وجدير بالذكر أنه يعتر من أعظم المشتغلين بالعلوم الطبييعة عند المسلمين ومممن له فضل عظيم في تطوير هذه العلوم, ويعد أيضا من كبار علماء الفقه وله مؤلفات جليلة صارت من المؤلفات التي لا يستغني عنها باحث. وله كتاب (المحصول في أصول الفقه) وهذا الكتاب من أهم كتب الأصول عند الشافعية خاصة, ولم يهمل الرازي الجانب الفلسفي فدرسه عن كثب حتى صار من كبار فلاسفة عصره وألف عدة كتب , ولقد كان واعظا كبيرا ومن فقهاء أهل السنة ينحو منحى الغزالي في كثير من آرائه, وكان واسع العلم حسن التلخيص لآراء الفلاسفة مقتدرا في التمييز بين أقوال الفرق ثم هو متكلم شديد الجدل , عنيف على مناظريه , بارع في الرد على الفلاسفة وهو أول من جعل المنطق علما مصورا لذاته , فتوسع فيه وتبحر, ولم يبقه علما آليا ممهدا لفهم العلوم الأخرى, وكذلك جعل مسائل الطبيعيات والإلهيات فنا واحدا.
وكما تلقى فخر الدين الرازي علمه على يد والده نشأ أبناءه على مثل نشأته , فقد أنجب ولدين وبنتين ورثوا نبوغ أبيهم في جميع فروع المعرفة, لقد خلف الرازي ابنين الأكبر منهما يلقب بضياء الدين,وله اشتغال ونظر في العلوم والآخر : شمس الدين وكانت له فطرة فائقة وذكاء, وكان كثيرا ما يصفه والده بالذكاء, وترك بنتا تزوجت من الوزير علاء الملك العلوي, الذي كان وزيرا للسلطان خوارزم شاه.
كان رحمه الله من أكثر الناس ورعا واستغفارا, حتى أن وصيته انتشرت بين الأمم, وله فضل على الأمة الإسلامية في تفسيره للقرآن الكريم المعروف با (التفسير الكبير) ولقد انهال عليه طلاب العلم من كل صوب وحدب, ومن أغرب ما عرف عن الرازي, أنه كان يمشي في ركابه وحوله ثلاثمائة تلميذ من الفقهاء,وكان يرى أن الوقت عزيز وأن عليه أن يستغله , خطب وده الملوك والأمراء وانهال عليه العلماء من كل مكان يسألونه عما يشكل عليهم في مشكلات الدين, ومسائل العمل, واشتهر فخر الدين بالوعظ والإرشاد. كما كان رحمه الله, متواضعا وصاحب روح علمية صالحة, سما العلم بنفسه,وصقل روحه حتى صار يضرب به المثل, وكان من أفاضل أهل زمانه, برز في الفقه والأصول والكلام والحكمة, وكان عظيم الشأن بخراسان وسارت مصنفاته في الأقطار.
اهتم فخر الدين الرازي, بالرياضيات والفلك , ويظهر ذلك من مصنفاته في هذين المجالين اللذين جمعا بين العلوم البحتة والتطبيقية فلا غرو أن نجد بعض المتخصصين في تاريخ العلوم. يعتبر الإمام فخر الدين من علماء الرياضيات والفلك ذوي الباع في هذين المجالين ,وإن كان لا يصل إلى مرتبة البيروني أو أبي الوفاء اليوزجاني, والخوارزمي, ولقد اقتحم الإمام ميدان العلوم الطبيعية , فبذل جهدا كبيرا في دراسته لبعض الظواهر الطبيعية ومنها الجاذبية الأرضية فقدم تعليلا علميا سهل فيه بعض النقاط الغامضة في فهم بعض نظريات الجاذبية الأرضية, ولقد كان ملما إلماما كبيرا ودقيقا بهذا الفرع الهام من العلوم الطبيعية, كما اهتم بعمل الطب والتشريح, وقد يكون ذلك مرده إلى طبيعة العلوم الطبية, ولقد ألف علماء العرب والمسلمين وغيرهم من علماء العالم ألفوا في فن التشريح الكتب التي من الصعب احصاؤها بالعدد ولكن مؤلفات ابن سينا والإمام فخر الدين الرازي, تفوق جميع ما صنف في ذلك الوقت, كما كان دوره في علم الكيمياء محدودا للغاية, لأنه أعطى جل وقته للعلوم الأخرى.
كان الإمام فخر الدين الرازي علاما موسوعيا , يكاد أن يكون قد كتب في جميع فروع المعرفة السائدة على عصره وقد خلف الرازي, وراءه مجموعة ضخمة من المصنفات , طبع قدر يسير منها ولا يزال أغلبها ينتظر التنقيب والبحث والدراسة, والنشر, ولقد ألف في تفسير القرآن, وعلم الكلام , والفلسفة والمنطق , وفي الجدل والخلافيات, وفي الفقه والأصول, وفي آداب اللغة وعلومها, وفي السير, وفي الرياضيات والفلك, وفي الطب, وفي الفراسة وفي السحر والرمل والتنتجيم, وألف كتبا عامة, أو دوائر ومعارف.