المالك المنفذ
أصداء إنجازاتنا
المحكمون
منجم الأفكار
المعرض
الأسئلة الشائعة
علماء ومخترعون
عدة المخترع
نادي المخترعون
Donec ullamcorper nulla non metus auctor fringilla.
هو أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن محمد بن طفيل القيسي الأندلسي المشهور بابن طفيل, ولد سنة 500 هـ في وادي آشر بالقرب من مدينة غرناطة, وتوفي سنة 581هـ في مراكش, امتهن أول أمره الطب ثم شغل منصب الوزارة في غرناطة, واعتمد عليه الموحدون في مراكش فعينوه كاتبا لسر الأمير أبي سعيد ابن عبد المؤمن حاكم سبتة وطنجة, وبعد ذلك أصبح طبيبا خاصا لأبي يعقوب يوسف سلطان الموحدين في سنة 558 هـ ثم اعتزل المناصب التي أسندت إليه في بلاط السلطان أبي يعقوب وسافر إلى مراكش , وقد ترك ابن طفيل العديد من المؤلفات القيمة في الفلسفة والطبيعيات وأصبح أحد أعظم عباقرة فلاسفة العالم وأبلغهم أثرا في الفكر والثقافة العربية والعالمية, ولكن للأسف لم يبقى من مؤلفات ابن طفيل إلا القليل جدا ومن هذا القليل كتابه الفلسفي القيم المعروف ب (قصة حي بن يقظان) الذي حوى التربية والأخلاق وما وراء الطبيعة وعلما الاجتماع والجغرافيا وعلم نشوء الكون والفلك والرياضيات والكيمياء والفيزياء وعلوم حياة وتشريح وطب, وهذا الكتاب عبارة عن قصة إنسان يولد ويعيش في جزيرة لا يوجد فيها أي بشر, ويوجد بها حيوانات فقط, يصف ابن طفيل في حي ابن يقظان قصة تولده حتى وفاته وهنا تظهر فلسفته بالنشوء والارتقاء وأصل الحياة, يقول الدكتور : جليل أبو الحب عن فسلفة النشوء والارتقاء عند ابن طفيل ما يلي: ( لم يكتب ابن طفيل قصة حي بن يقظان لوجهة بايولوجية بل إنه تطرق لكيفية خلق حي بن يقظان في تلك الجزيرة لوحده لكي يتدرج معه في معرفة نفسه والكون والخالق وتطور فكره بدون الاعتماد على من يعلمه ذلك) ولقد خرج ابن طفيل من هذه القصة بنظريتين:
النظرية الأولى: نظرية الخلق الإلاهي والتي يطلق عليها النظرية المثالية أو نظرية الخلق الخاص, والتي جاءت بها الأديان كافة وتعتبر معروفة لدى جيمع المذاهب والأقوام ولم يكن ابن طفيل قد أتي بجديد فيما هو ذهب إليه.
النظرية الثانية: نظرية التولد الذاتي أو التولد المادي أو التولد الطبيعي وهنا يقول : (إن حيا قد تولد, تولد ذاتيا بالنشوء الطبيعي المرتجل وأن أصله طينة قد تخمرت في بطن الأرض في جزيرة الواقوق, وأن تكون الطينة قد احتوت على نغافة منقسمة إلى قسمين بينهما حجاب رقيق وممتلئة بجسم لطيف هوائي تعلق به الروح الذي هو من أمر الله. ثم تمخضت هذه الطينة عن جسد طفل بادر إلى الإستغاثة عند اشتداد جوعه فلبته ظبية كانت قد فقدت طلاها وأرضعت الظبية الطفل وحضنته, ومهما جاء في معرفة ابن طفيل لأصل الحياة فيمكن أن تستدل أن هناك تنافس شديد بين الكائنات الحية وأن القوي هو الذي يفوز في البقاء, وهذا التعريف مشابه لما اصطلح عليه داروين (التنازع على البقاء وبقاء الأصلح والانتخاب الطبيعي ) كما نستدل على أن ابن طفيل كان قد عرف أن الكائنات الحية بما فيها من حيوانات ونباتات هي من أصل وجذر واحد, وأخيرا اعتقد ابن طفيل أن الإنسان هو أعلى قمة تطور الكائنات الحية, وبه يصل التطور إلى أعلى وأسمى مراحل التكوين العضوي لكافة الأحياء والأهم من ذلك كله, أن ابن طفيل قد بنى اعتقاده هذا على أساس أن كافة الكائنات الحية كانت قد سبقت الإنسان في الظهور على الكرة الأرضية وأن أحياء الماء أسبق من أحياء اليابسة, كما تطرق ابن طفيل في كتابه هذا إلى علم التشريح وأصوله, فهو يصف أعضاء الظبية التي شرحها ليقف على أسباب موتها, فبين وظائف الأعضاء وخصوصا القلب, وانتقل بعد ذلك من الوصف إلى التعرف إلى الحواس وميزاتها, وانتقل إلى الدماغ والأعصاب, فقال: (لكل واحد من هذه الأعصاب أعضاء تخدمه ولا يتم لشيء من هذه فعل إلا بما يصل إليها من ذلك الروح على الطرق التي تسمى عصبا, ومتى انقطعت تلك الطرق أو انسدت تعطل فعل ذلك العضو, وهذه الأعصاب إنما تستمد الروح من بطون , والدماغ يستمد الروح من القلب,والدماغ فيه أرواح كثيرة لأنه موضع تتوزع فيه أقسام كثيرة)كما أن ابن طفيل عرف أنه يوجد في جسم الحيوان اللبون تجويفان: التجويف الصدري والتجويف البطني بالإضافة إلى ذلك فقد اعتبر ابن طفيل الجمجمة تجويفا ثالثا في الجسم ويعلق فيه الدماغ, وويقول إن الصدر محاط بالضلوع التي توصل بينها عضلات لحمية, ويبطن الصدر من الداخل حجاب أو غشاء وهو ما نسميه اليوم بغشاء الجنب, وتوجد داخل التجويف الصدري الرئتان كل واحدة منهما على جانب, وما بينهما القلب الذي هو في وسط الصدر,شق بها ما بين أضلاعها حتى قطع اللحم الذي بين الأضلاع وأفضى إلى الحجاب المستبطن للأضلاع, وقد اعتمد ابن طفيل كثيرا على جالينوس في وصفه لتشريح القلب, وكان جالينوس قد وقع في أخطاء كثيرة في وصفه تشريح وتقسيم القلب, ووقع ابن طفيل في نفس أخطائه. ويمكننا أن نستشف من علم التشريح عند ابن طفيل أنه قد ألم ببعض أحزائه بصورة قيمة وذات أبعاد علمية دقيقة لا سيما أنه في زمان لا وجود فيه لأبسط الأجهزة والمبتكرات العلمية التي يستعملها علماء الأجنة في العصور الحديثة.