هو غياث الدين أبو الفتح عمر بن إبراهيم

رياضي وفلكي وطبيب وفيلسوف وشاعر إسلامي ( 1044-1131م) ولد في نيسابور في أواخر النصف الأول من القرن الحادي عشر للميلاد , وتحاول أكثر من قومية نسبه إليها خاصة العرب والفرس, تعلم عمر في مسقط رأسه وأقام فترة طويلة في سمرقند , كما عاش في بخارى وبلخ وأصفهان وهو يطلب العلم , لقب بالخيام لأنه كان يشتغل بحرفة الخيامة.

 كان زميلا في الدراسة لكل من الوزير : نظام الملك, والحسن الصباح , مؤسس فرقة الحشاشين (الباطنية المنشقة عن الفاطميين)لذلك خصص له أحدهما راتبا سنويا من خزينة نيسابور عندما أصبح وزيرا,  ضمن له معيشته فانعزل عن الناس وعكف على البحث والدراسة, وخلال ذلك أنجز معظم مؤلفاته في الجبر والفلك , كما وضع أبحاثه ومناقشاته لهندسة إقليدس ونظرياتها العامة, حيث هيأ الطريق أمام ريمان , ولوباتشفسكي.

عمل ضمن ثمانية علماء عينهم السلطان : جلال الدين ملك شاه السلجوقي ، لتصحيح  التقويم الشمسي الإسلامي عام 1047م, ووضع تحت يدي الخيام مرصد الري, وكان الهدف من ذلك العلم تنظيم أعمال الجباية من الناس إضافة إلى أمور أخر ى, ووضع الخيام ومعاونوه تقويما سماه (التاريخ الجلالي) وكان هذا التقويم أدق وأصح من التقويم (الغريغوري)الذي ظهر عام 1582, حيث بلغت نسبة الخطأ في الجلالي 0,00026, وبينما بلغت في الثاني: 0,0003 كما ظهر للخيام بعد ذلك تقويم بعنوان (زيح ملك – شاهي).

وفي الهندسة المستوية وضع الخيام نظرية في الخطوط المتوازية , وفي حساب المثلثات أحدث الخيام نقلة كبيرة بتطويره للطرق المتبعة في حلول المسائل ومعادلات الدرجة الثالثة , والدرجة الرابعة, بالاستعانة بقطوع المخروط بحيث لم يقدم العلماء الأحدث أية زيادة في هذا المجال , كما تنبأ الخيام بإمكانية حل مثل هذه المعادلات عن طريق الجذور , وقد تحقق ذلك في القرن السادس عشر على يدي: (كاردان) ,  ويعود الفضل للخيام أيضا في إيجاد مفكوك أي مقدار جبر ذي حدين مرفوع إلى أس أكثر من اثنين , ولم يكن ذلك معروفا قبله.

ترك الخيام عشرة كتب وثلاثين رسالة علمية, منها ثلاثة في الفيزياء تناول بعضها الأوزان النوعية لبعض المواد, وست رسائل في العلوم الرياضية بما في ذلك الجبر والهندسة ,وبحث في اللاهوت في ثلاث رسلئل منها: (دار وجود) و (ناوروزنامه) ويوصف الخيام بأنه كان عالما رفيعا وشاعرا رقيقا وفيلسوفا محبا للبساطة , والهدوء , والزهد بأهل البلاط من أمراء وسلاطين, وتوصف أشعاره بالروعة, وقد ترجمت أشعاره (الرباعيات) إلى عدة لغات منها الإنجليزية : على يدي إدوارد فتزجيرالد) ونشرت الرباعيات عام 1939م, ومع ذلك يقول آخرون في بعض جوانب سلوكه الشخصي شيئا آخر.