المالك المنفذ
أصداء إنجازاتنا
المحكمون
منجم الأفكار
المعرض
الأسئلة الشائعة
علماء ومخترعون
عدة المخترع
نادي المخترعون
Donec ullamcorper nulla non metus auctor fringilla.
هو أبو المنصور الموفق بن علي الهراوي الفارسي,عاش زمن الأمير منصور بن نوح الساماني, وقد جاب أبو المنصور أقطار الهند وفارس طلبا للعلم وكتب في الفترة من سنة 968 إلى سنة 977 كتابا شهيرا في الصيدلة بعنوان (الأبنية في حقائق الأدوية) وهو يعد من أعرق المؤلفات في موضوعه ,ظهرت فيه معارف اليونان والسريان والهند وفارس, وقد وصف في هذا الكتاب الأدوية أقساما أربعة بحسب تأثيراتها وذكر فيه ما يقرب من 585 دواء منها 466 مشتقا من النبات و75 من المعادن و44 مستخلصا من مشتقات حيوانية. وقد ضمن أبو المنصور كتابه هذا كثيرا من المعلومات الكيميائية الواضحة.
ولقد توصل أبوالمنصور إلى: أن النحاس متى عرض للهواء تغطيه غالبا طبقة خضراء تستحيل مع التسخين إلى مادة سوداء تفيد في صبغ الشعر باللون الأسود, وأن الجبس متى سخن يتحول إلى نوع من الجير إذا خلطناه بزلال البيض تتكون لدينا مادة لصق قوية تفيد كثيرا في علاج كسر العظام, كما توصل إلى معرفة أن مركبات الرصاص وخاصة الرصاص الأبيض, سامة, ويصف أبو المنصور أوكسيد الزئبق بأنه مسحوق أحمر نقي. كما كان على علم بحامض السليسيك, الذي يستخرج من غاب الخيزران وعرف أوكسيد النحاس والأنتيموني حجر الكحل, وبين كيفية تحضير الأدوية بالتقطير والتصعيد, كما ذكر عملية تقطير ماء البحر.
إن ما كتبه أبو المنصور الموفق يعد بحق من أدق وأروع ما شهدته الكيمياء الإسلامية حتى الآن, وبرغم أن مؤلفه الشهير كان في الطب إلا أنه حوى إلى جانب ذلك كثيرا من المعلومات الغزيرة حول خواص الجواهر المعدنية وكيفية تحضيرها, ومن الواضح تماما أنه كان ذا قدم راسخة في الكيمياء كما أن كتاباته تعرفنا بنواح مختلفة من كيمياء تلك الفترة التتي عاشها, جاء في كتاب المسلمون في العلم الحديث لعبد الزراق نوفل: أبو منصور الموفق أول عالم كيميائي وضع الكيمياء في خدمة أمراض الإنسان فكان يجري تجاربه لاستنباط المواد التي تلزم الإنسان في استعمالاته فتمكن من تحضير مادة قوامها الجير الحي لتنظيف الجلد من الشعر واكتسابه بريقا ولونا يميل إلى الإحمرار, وعكف أبو المنصور على بحوث خواص الزئبق لأهمية هذا المعدن.
كان أبو المنصور محبا للأسفار لذا نراه متنقلا في أرجاء الدولة الإسلامية باحثا عن علمائها الأفذاذ كي يأخذ عنهم ويتتلمذ على أيديهم, وكان عارفا بعلوم اليونان وحجة في المعارف السريانية والهندية والفارسية , وكان صبورا على الدرس والتدقيق والتمحيص وكان إذا توصل إلى تحضير دواء يمكن استخدامه في الحياة اليومية يسارع إلى انزاله في الأسواق ليقبل عليه الناس فيربح من بيعه كثيرا أو يشتري بذلك أدوات ومواد جديدة تساعده في بحوثه وتجاربه الجديدة, وكانت كتبه تنطق بسعة علمه بالكيمياء العملية ولهذا يمكن اعتبار الموفق مؤسس الكيمياء الصناعية لأنه كان يصب اهتمامه على تحضير المواد التي يمكن تسويقها وبيعها للناس بعد معرفة فوائدها وسلامتها, وإليه يعود الفضل في تطوير المنهج التجريبي والكيمياء الصناعية, فقد كان الموفق من مؤيدي جابر بن حيان مؤسس هذا العلم والذي اعتمد في انتاجه على التجربة والإستقراء والإستنتاجات العلمية المبنية على المشاهدة , ولقد امتاز انتاج الموفق بالجودة والأصالة والدقة في البحث والتعبير, وليس أدل على عبقرية انتاجه من كتابه (الأبنية في حقائق الأدوية) الذي يعتبر بحق كتاب علامة متخصص في عمل واستخراج العقاقير وعلم الصيدلة فقد شمل الكثير من المعلومات عن خواص العقاقير والأدوية وطرق الحصول عليها وتحضيرها.